عرض المقال
تابعوا الانتخابات ولو فى الصين
2012-11-17 السبت
لم يعرف المصريون أن هناك انتخابات تجرى فى الصين ما عدا سفير مصر فى الصين بحكم «القعدة» هناك، ومن الممكن أن يكون هو الآخر قد سمعها فى التليفزيون! ليست نكتة ولكنه حال الإعلام المصرى الذى تابع لون فستان زوجة أوباما أثناء الانتخابات الأمريكية ولم يعلق أو يشر من قريب أو بعيد إلى انتخابات أكبر دولة فى العالم سكاناً وأعظمها نمواً اقتصادياً وأكثرها وعداً بأن تكون أكبر قوة فى العالم فى القريب العاجل. وإذا كان ديننا قد حثنا على طلب العلم ولو فى الصين فما هو العيب أن نستقطع من بثنا الإعلامى ولو خمس دقائق لمتابعة هذه الانتخابات التى ستحدد شكل وصورة العالم حتى سنة 2022، وهى نهاية فترة الرئيس الصينى تشى جين بينج، طبعاً لن يتذكر أحد اسمه بمجرد إلقاء الصحيفة جانباً، وبما أنه رجل شيوعى ونحن فى زمن الإخوان فلو تذكرنا الاسم أصلاً لا بد أن نتبعه بأستغفر الله أو أعوذ بالله، فهو من وجهة نظرنا المتواضعة كافر ولا يمكن أن نتعامل معه إلا فى أضيق الحدود ومضطرين، فلن نستورد من هؤلاء الكفرة إلا عدة أشياء بسيطة تعد من السفاسف، سنستورد أسلحة وسيارات وتليفزيونات ولعب أطفال وأدوات كهربائية وملابس وسجاجيد صلاة وسبح وجلابيب وفوانيس.. إلخ، وبالطبع سنصرخ: لا نريد لدولة أن تتحكم فينا وبخاصة الصين، وبلاها متابعة انتخابات فماذا تمثل الصين لنا إلا دولة بسيطة لا أهمية لها اللهم إلا شوية استيراد لو بطلنا ناخده حنموت ونشحت!! بس.
«انهضوا يا من ترفضون
أن تكونوا عبيدا!
من دمنا.. من لحمنا.. نبنى لنا
سورا عظيما جديدا.
الأمة الصينية اليوم
تواجه الخطر الأكبر
من كل صدر يتعالى
زئير غاضب
انهضوا.. انهضوا.. انهضوا،
يا ملايين الشعب بقلب واحد!
مدافع العدو لا نهابها.. تقدموا!
مدافع العدو لا نهابها.. تقدموا!
تقدموا.. تقدموا.. تقدموا!».
هذه بعض كلمات النشيد الوطنى الصينى الذى يسمى «مارش المتطوعين» الذى غنّته الصين وهى تدافع عن نفسها أمام الغزو اليابانى الذى يعده المؤرخون العسكريون أقسى غزو من أعنف جيش فى التاريخ! لا بد أن نتعلم منهم أن نكون بقلب واحد كما يقول النشيد، لا بد أن نتعلم القدرة على الحلم من ماوتسى تونج الذى بدأ حزبه بسبعين عضواً حتى وصل الآن إلى أكثر من 50 مليوناً، كيف نهض بشعب مخدر من الأفيون إلى شعب جبار تحتار الدنيا فى تفسير نهضته الاقتصادية العظيمة. على فكرة عندهم مشروع نهضة بجد! لا بد أن نتعرف على ما تطرحه الصين الجديدة من مفهوم الحضارة الأيكولوجية الذى طُرحت أفكاره فى أكتوبر الماضى فى منتدى لياوتشنغ الصينى الدولى لبناء الحضارة الأيكولوجية الذى تناول أهمية بناء الحضارة الأيكولوجية ووسائل تحقيقها، كما أجرى بحوثاً حول الصناعة الخضراء والصناعة المنخفضة الكربون وإعادة تدوير الموارد والصناعات المتقدمة.
هل نحن نطلب العلم ولو فى الصين حقاً؟